اكتشف الجانب الآسيوي من إسطنبول: جوهرة مخفية وراء مضيق البوسفور
عندما يفكر الناس في مطار إسطنبول، فإنهم غالبا ما يصورون المساجد الكبرى في محطة السلطان أحمد أو أسواق الجانب الأوروبي الصاخبة. أما الجانب الآسيوي من إسطنبول، والمعروف محليًا باسم "أناضولو ياكاسي"، فيقدم تجربة مختلفة وساحرة بنفس القدر. فهو أكثر هدوءًا وخضرة وسكنًا، ويسحر زواره بأحيائه الساحلية ومعالمه التاريخية ومأكولاته المحلية وأسلوب حياته التركي الأصيل. إذا كنت تخطط لرحلة إلى إسطنبول، فلا تفوت فرصة استكشاف الجانب الآسيوي الأقل شهرة ولكنه غني بالتجارب.
1. كاديكوي: القلب الثقافي لإسطنبول الآسيوية
حي مودا وممشى البحر
مودا هي واحدة من أكثر الأجزاء ذات المناظر الخلابة في احياء كاديكويتشتهر بمسارات المشي على شاطئ البحر، ومقاهيها المفتوحة، ومتاجر الآيس كريم. يُعدّ ساحل مودا مثاليًا للتنزه عند غروب الشمس أو الاستمتاع بنزهة هادئة تحت الأشجار، بينما تستمتع بإطلالة بحر مرمرة.

سوق كاديكوي وبازار السمك
في قلب كاديكوي، يقع سوقها النابض بالحياة، حيث تجد كل ما تحتاجه، من المأكولات البحرية الطازجة إلى الجبن الفاخر وحلوى الراحة التركية. إنه جنة لعشاق الطعام، ووجهة لا غنى عنها لمن يرغب في تذوق الحياة المحلية.
دار أوبرا سوريا
لا يعد دار الأوبرا الذي تم ترميمه والذي يعود تاريخه إلى أوائل القرن العشرين جوهرة معمارية فحسب، بل يستضيف أيضًا عروضًا منتظمة للباليه والأوبرا والموسيقى الكلاسيكية - مما يوفر استراحة ثقافية راقية في منطقة نابضة بالحياة.
الحانات والمقاهي والحياة الليلية
احياء كاديكوي تتميز بواحدة من أكثر مشاهد الحياة الليلية حيويةً في الجانب الآسيوي. تلبي الحانات على طول شارع كاديفي (الملقب بـ"بارلار سوكاجي") الأذواق الموسيقية المتنوعة، وتحظى بشعبية كبيرة بين السكان المحليين والوافدين على حد سواء.
2. أوسكودار: حيث يلتقي التاريخ بالهدوء
برج العذراء (كيز كوليسي)
الوقوف على جزيرة صغيرة قبالة أوسكودار شاطئ، برج العذراء كان منارةً ونقطة دفاع، بل وحتى خلفيةً لقصص حب. أما اليوم، فهو مقهى ومطعم رومانسي بإطلالات خلابة على مضيق البوسفور.

مسجد مهرمه سلطان
هذا المسجد، الذي صممه المهندس المعماري الشهير معمار سنان لابنة السلطان سليمان، يقف بشموخٍ قرب ميناء العبّارات. مآذنه الأنيقة وداخله الهادئ يجعلانه كنزًا معماريًا خفيًا.
كوزغونجوك: حي تاريخي ساحر
كوزغونجوك حي صغير خلاب، يزخر بمنازل خشبية قديمة، واستوديوهات فنية، ومخابز دافئة. إنه رمزٌ لتاريخ إسطنبول المتعدد الثقافات، حيث تتجاور المعابد اليهودية والكنائس والمساجد.

مركز تسوق الكابيتول والحياة المحلية
لمن يرغب بمزج الثقافة المحلية مع التسوق العصري، يوفر مول كابيتول في أوسكودار مزيجًا من العلامات التجارية العالمية والمتاجر التركية. وتعج الشوارع المحيطة بالمطاعم التقليدية ومقاهي الشاي.
3. تل كامليجا: بانوراما خلابة
يوفر تل تشاملجا أحد أفضل الإطلالات البانورامية على المدينة بأكملها. ينقسم هذا التل الخصب إلى قسمين - بويوك تشاملجا وكوتشوك تشاملجا - وهو وجهة مفضلة لسكان إسطنبول للتنزه. في السنوات الأخيرة، غيّر معلمان رئيسيان المنطقة: مسجد تشامليجا الأكبر في تركيا، و برج شامليجا (برج كامليكا)، في اسطنبول أطول مبنى وبرج مراقبة حديث يوفر إطلالات بانورامية على المدينة. المسجد مفتوح للزوار، ويضم معارض فنية ومكتبة وساحات هادئة، بينما يتميز البرج بشرفات مشاهدة ومطعم بانورامي لتجربة لا تُنسى في الأفق. يمكنك زيارة برج شامليجا مع الالجائزة بطاقة مستكشف اسطنبول!

4. قصر بيلربي: أناقة عثمانية على الساحل الآسيوي
بالقرب من سفح جسر البوسفور يقع قصر بيليربي، وهو مقر صيفي عثماني من القرن التاسع عشر. بهندسته المعمارية الأنيقة، وشرفاته المطلة على البحر، وديكوراته الداخلية الرخامية، يُقدم القصر لمحة عن الحياة العثمانية الملكية. وهو أقل ازدحامًا بكثير من قصري توبكابي أو دولما بهجة، مما يجعله زيارة ثقافية هادئة.

كيف تصل إلى هناك
الوصول إلى الجانب الآسيوي سهل. تتوفر عبارات من محطة إمينونو, بشيكتاشو كاراكوي إلى احياء كاديكوي و أوسكودار تعمل هذه القطارات باستمرار، وتوفر إطلالات خلابة على طول الطريق. يربط مترو مرمراي، وهو خط مترو تحت الماء، القارتين في دقائق. كما تتوفر الحافلات وسيارات الأجرة على نطاق واسع.
لماذا زيارة الجانب الآسيوي؟
إذا كنت تبحث عن تجربة محلية أكثر هدوءًا في مطار إسطنبولالجانب الآسيوي هو وجهتك. فهو يوفر لك عمقًا ثقافيًا وجمالًا طبيعيًا واستراحة منعشة بعيدًا عن صخب المدينة السياحي. سواء كنت تبحث عن مناظر خلابة، أو تستمتع باكتشافات طهي فريدة، أو تنغمس في الحياة التركية اليومية، فإن الجانب الآسيوي سيترك انطباعًا لا يُنسى.